الخميس، 14 يونيو 2012

(4) في ميدان (الساعة) ..


" ميدان الساعة اللي هو ميدان الساعة ؟ّ!!!! "
أجابني (أمير الطباخ) :
" آه ميدان الساعة .. الساعة 6 إن شاء الله وهنعرض بروجيكتور هناك .. "
لم أخفي قلقي .. فالتواجد في المناطق الشعبية يُقلقني وخاصة أنني لم أذهب في فعاليات من قبل في أياً منها ..
ليس لأني مثلا من ساكني الأحياء الراقية فأنا قضيت عمري كله تقريبا في المناطق الشعبية لكن المشكلة أنني قَلِق من ما قد يقابلنا هناك من محاولات للتضييق علينا أو شيئاً من هذا القبيل ..
صحيح أن فعالية (محطة مصر) – وهي منطقة شعبية أيضاً - لم نتعرض فيها لأي محاولة إفساد من أي نوع ولكن طبيعة ميدان الساعة مختلفة نوعاً ما .
توكلت على الله وحملت الكاميرا وشارة الحملة واتجهت إلى هناك ..
عند وصولي وجدت (محمد فايد) ومعه حوالي خمسة أفراد يقفون بالقرب من مقر حزب الغد ..
قلت لنفسي أن أجد ستة أفراد خيراً من أقف بمفردي كيوم (ستانلي) .
كانوا يقفون بجوار سيارة عرفت فيما بعد أنها تحمل كافة المطبوعات الدعائية الخاصة بهذا اليوم ..
كنا في انتظار السمّاعات والتي - لسبب ما - قد تأخر وصولُها وقد أزاد ذلك من غضب (محمد فايد) وبدأ في إجراء مكالمات لإنقاذ الموقف ..
كنت قد لاحظت أن كل شخص في الحملة عندما يغضب فهو يغضب لسبب يخص الحملة لا لأي سبب شخصي وهو ما يُظهر إنكار الذات الشديد لدى كل عضو ، وهذا هو الفرق ما بين أن تكون متطوع مؤمن بما تفعله وأن تكون متطوع (مكبر دماغك) ولا يُهمك أن تنجح الفعالية أو لا تنجح .
أسندت ظهري إلى السيارة فوجدت من يستأذنني بكل أدب – مع أنها سيارته كما عرفت بعدها – أن أتنحى قليلا حتى يقوم بفتح (شنطة) السيارة ..
وكانت هذه اللحظة بداية معرفتي به ..
هو (محمد النشار) ..
كان ككل شباب الحملة يقابلك بترحاب كأنه يعرفك من قبل ولا تشعر بأن كونه قد سبقك في الانضمام يؤثر في تعامله معك .
قررنا كسر الانتظار بالحديث معاً في أمور الحملة حتى بدأت بشائر توافد الأعضاء على مكان الفعالية .
بدأت الفعالية بعد أن اكتملت مستلزماتها ، وبدأ الشباب في القيام بعملهم المعتاد وشاركتهم بالطبع في ذلك إلى جانب إلتقاطي للصور ..
ولاحظت أن هناك إثنان يقومون بالتصوير أيضا هما (عز علاء مشالي) و(مروان ياسين) .. إذن أصبحنا ثلاثة .. يا مسهل .
ومابين الوقوف والتحرك والتصوير والتوزيع .. لاحظت أن بعدنا بأمتار قليلة قد تم نصب (شادر) لحملة (محمد مرسي) ويقومون أيضا بعرض فيديوهات عنه وعدد الحضور قليل جداً ..
ولكن في جانبنا تزايد أعداد الحضور من المارة وكما أعتدنا وقف الجميع يتابعون بإهتمام فيديوهات تاريخ (حمدين صباحي) ..




صحيح أنني وجدت من الحاضرين من لم يصدق أننا لا نتقاضى مليماً واحداً على وقوفنا كل هذه الساعات وأنه حتى وإن كنا مؤمنين ب(حمدين) فهذا لا يمنع من أن (نأفش مليمين) على حد قوله ، لكني أيضا وجدت من أثلج صدري بإطرائه على مجهودنا ومدحه في (حمدين) ونزاهته .
وبينما أنا أقوم بتوزيع الورق الدعائي وجدت من يتحدث مع (محمد النشار) .. فأقتربت لأعرف ما يدور حوله الحديث ..
كان الرجل يستفسر عن النظام الاقتصادي الذي سيتبناه (حمدين) في حالة فوزه ، وهل سيطبق بالفعل النظام الإشتراكي ؟
تبادلت أنا و(محمد النشار) إلإجابة عن إستفساره وتعريفه بالنظام الاقتصادي المختلط الذي ينوي (حمدين صباحي) تطبيقه ..
وما إن أنهينا حديثنا حتى وجدناه يقول :
" بصو يا أساتذة أنا زيّ ما أقنعت المنطقة عندي كلها إنها ما تنتخبش (طارق طلعت مصطفى) ليكو عندي إني هقنعهم إنهم ينتخبوا (حمدين) .. وده وعد أتحاسب عليه .. "
لا أستطيع وصف مدى سعادتي بقوله هذا ..
هو شخص أدرك أن نجاح مرشحه لن يتم عن طريق تصويته له فقط بل سيتم عن طريق إقناع من حوله ..
وهذا هو هدفنا .. وهذا ما أردناه ..
أن يكون كل مؤيد ل(حمدين) مندوباً عنه في منطقته أو منزله .. وهذا ما بدأ يتحقق بالفعل .


أردت أن ألتقط صوراً للفعالية بزاوية عين الصقر .. فصعدت فوق مكان مرتفع .. ولكن وجدت مشهد يحتاج لأكثر من 100 كاميرا لإلتقاطه ..
هاهو ( عادل نصر) يُطالب السيارات بأن تهدئ السرعة حتى يُعطيها ورقة دعائية ..
(أسامة عابدين) يتحدث مع شباب بحماس ويُسجل أسمائهم في استمارات التطوع ..
(محمد فايد) يجلس أمام ال(لاب توب) يُحضّر للفيديو التالي لتشغيله ..
(بسمة ضيف) تتحرك في كل مكان وتوزّع مئات الأوراق بدون ملل أو تعب ..
(عمرو أحمد) و(محمد السيد) لم يشتكيا من وقوفهما لمدة قاربت الثلاث ساعات بالبانر ..
(عز) و(مروان) يتبادلان الأدوار في التصوير وتوزيع الأوراق والإجابة عن تساؤلات الناس ..
(إسلام) يُلصق بوستر على أحد سيارات الأجرة وعلى وجهه إبتسامة تُظهر أنه يعشق ما يفعله ..


(أية السعيد) برغم كونها قد أتت من فعالية أخرى صباح ذلك اليوم ولكنها أصرت على التواجد ..
(أمير الطباخ) و(كريم المصري) و(يسرا) و(سمر) و(بسنت) و(أحمد أمين) - وغيرهم ممن لم أعرف أسمائهم للأسف - قد لا تستطع عين ملاحظتهم من كثرة تنقلهم في كل مكان وقيامهم بكل المهام ..



أثنتان من النساء مرتديان الخِمار يقنعون الناس بحضور الفعالية و ...
عذراً .. إنهما تابعتان ل(محمد مرسي) ويحاولون أن يقنعوا الناس به أو على الأقل إقناعهم بالوقوف أمام البروجيكتور الخاص بهم نظراً لما رأوه من إقبال الناس على فعاليتنا وعدم تواجد أحد لديهم ..
ضحكت لأمر فعالية (محمد مرسي) .. هم ظنوا بتواجدهم بجوارنا أنهم سيُثبتون قوتهم وشعبيتهم بينما تحول الأمر لصالحنا وأقبل الناس علينا لا عليهم ..
حقاً .. رب ضارة نافعة ..
تحولت الفعالية إلى نقطة انطلاق بالنسبة لي وأمدتني بكم كبير من الحماس وودت لو بقيت معهم أكثر ولكني كنت على موعد مع المذاكرة ..
ولكن المذاكرة لم تمنعني من النزول معهم إلى وقفة ب(رشدي) شارع أبوقير بعدها ..
ولكن هذه حكاية أخرى ..
(يُتبع)

محمد العليمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق