الاثنين، 11 يونيو 2012

‏ (2) في محطة مصر


تصادف أنني  كنت بالقرب من مكان فعالية (محطة مصر) التي تم التنويه عنها من قبِل الحملة ، فتوجهت إلي مكان الفعالية مع أنني – أعترف -  لم يكن لدي أدني فكرة عن الشكل الذي ستكون عليه وما سيقومون بفعله  .
وجدت عدد كبير من الأشخاص متواجدون وكل مجموعة منهم تقوم بعمل شيء ما .. فمنهم من يُجهزّ شاشة عرض و(بروجيكتور) ومنهم من يقوم بتعليق (بانرات)  ..
تجولت أتابع ما يقومون به إلى أن توقفت أمام أربعة أشخاص يتناقشون حول الوضع الحالي وما يتعلق ب(حمدين صباحي) ..
اللهُ .. كم أحب المناقشات التي تدور حول (حمدين صباحي)  ..
فأنا قد حفظت تاريخه عن غير عَمْد وذلك أثناء رحلة بحثي عن مدى نظافة تاريخه وسمعته .. لذلك فأنا أحب أن أناقش من يشاركني الاهتمام ب(حمدين صباحي) لعلني أُزيد معلوماتي أو أصحح معلوماته  ..
تحدثنا وتعارفنا وتحديدا تعرفت على (إسلام عيد)  ..
وسألني السؤال المعتاد :
"  أنتا معانا في الحملة ؟  "
وأجبته الاجابة المعتادة :
" أنا معاكم بس مش بشكل رسمي "
رحب بي واستكملنا حديثنا عن (حمدين) ومتطلبات الفترة القادمة للنجاح في الانتخابات  .
حل الليل وبدأ الحضور في وضع اللمسات النهائية للفعالية .. تم تشغيل (البروجيكتور) وأنتشر شباب الحملة حول محيط مكان العرض كل منهم يحمل (بانر) ل(حمدين صباحي) ومنهم من يقوم بتوزيع ورق دعائي به خطوط عريضة لتاريخه وبرنامجه  .
قررت أن آخذ مجموعة من الأوراق وأقوم بتوزيعها .. وهنا أعترِف أنني ترددت في البداية لأنني أعلم  شعور الشخص الذي يرى أحدهم يعطيه ورق دعائي وأعرف أن ردة فعله لن تخرج عن : " متشكر مش عايز " أو " الله يسهلك" ..
ولكني لاحظت أن من يقومون بتوزيع الأوراق شباب لا يقلون عني شيء ، لذلك قررت أن أقوم بهذا الدور بدون تردد  ..
ووجدت عكس ما توقعته .. فكل من أعطيته ورقة وعلم أنها خاصة ب(حمدين صباحي) أجد على وجهه الاهتمام والسعادة .
أنهيت الكمية التي كانت معي وشعرت أنني أريد أن اُكرر تلك التجربة مرة أخرى ، فأحضرت مجموعة أخرى وقمت بتوزيعها على المارة  ..
وفي هذه المرة وجدت من يسألني عن (حمدين) وعن موعد زيارته القادمة للإسكندرية وعن برنامجه الانتخابي وعن بعض المعلومات المغلوطة التي سمعوها عنه .. والحمد لله استطعت أن أقوم بهذا الدور بنجاح  ..
انتهيت من مهمة توزيع المطبوعات واتجهت إلى مكان عرض (البروجيكتور) .. فوجدت عدد كبير مُلتف حول الشاشة يشاهد فيديوهات (حمدين) بإهتمام بالغ ..


وحتى تلك اللحظة لم أجد من جاء لإفساد الفعالية كما هو مُتعارف عليه في الحملات الانتخابية .. وهذا له دلائل عدة منها ما يتعلق باحترام الناس لشخص (حمدين)  .
أردت أن أقوم بدور آخر .. فأخذت مكان من شعرت أنه يقف ب(البانر) منذ فترة طويلة  ..
و نظرت بحواري فوجدت شباب من الجنسين لا يجدون غضاضة في الوقوف لأي فترة مهما طالت ويكفيهم كلمة إطراء يقولها أحد المارين من أمامهم  ..





وقفت ما يقرب من الساعة ثم وجدت من يأخذ مكاني في الوقوف وعدت لمعاينة إقبال الناس على عرض الفيديوهات التعريفية ..
وبينما أنا أتابع رأيت شخص قادم نحو هذا التجمع  ..
من المؤكد أنه لا يتذكرني .. ولكني وجدته يُحييني بابتسامة مودة وترحاب وكأنه يعرفني  ..
هذا الشخص يجب أن نتوقف عنده  ..
هو (محمد عبده)  ..
كنت قد التقيت به في اجتماع المتطوعين الذي حضرته منذ حوالي الستة أشهر  ..
(محمد عبده) هو - كما عرفت بعدها - المنسق العام للحملة بالإسكندرية .. وهو من أقدم الأعضاء في الحملة بل أن دوره يسبق الحملة الانتخابية بفترة كبيرة ويعود إلى 2010 عندما تم جمع توكيلات ل(حمدين) كمرشح شعبي حينما ظهر للعيان أنه لن يقدر أحد على الترشح للرئاسة في ظل بعض مواد دستور 71  .
بعدها بدقائق وجدت (إسلام عيد) يناديني ويسألني إن كنت ارغب في أن أسجل اسمي كمندوب في اللجان الانتخابية ..
لا أنكر أنني فكرت في هذا الأمر من قبل وأنني كنت متردداً لكنني حسمت أمري في تلك اللحظة وسجلت اسمي كمندوب.
قاربَت الفعالية على الانتهاء واقترب موعد مغادرتي .. ولكن قبل الرحيل تقابلت بأول الوجوه التي تعرفت عليها في الحملة ..
منذ حوالي الستة أشهر كنت قد ملأت استمارة التطوع عن طريق الانترنت وبعدها بيومين اتصل بي أحد أعضاء الحملة وأبلغني بموعد اجتماع المتطوعين ..
هذا الشخص هو (محمد مجدي) .. وها أنا أقابله مرة أخرى وبالطبع سألني نفس السؤال المعتاد :
"  أنتا معانا في الحملة ؟  "
وأجبته الإجابة المعتادة  :
"  أنا معاكم بس مش بشكل رسمي  "
وطلب من أحد الشباب أن يأتِ بهوية أو كما يطلقون عليها (آي دي  ID) وأعطاني إياها  ..
ترددت لحظات ولم أدري ما عليّ فعله .. فأنا أشعر أن حصولي على هوية الحملة يُلقي على كاهلي مسؤولية كبيرة وأخاف ألا أكون على قدرها  ..
لا أخفي أنني في لحظة ارتدائها قد شعرت بالسعادة .. شعرت أنني سأكون من المشاركين في نجاح (حمدين صباحي) وإن هذا لشرف كبير  ..
وهنا قررت أن أضيف نشاطات الحملة إلى جدول حياتي  ..
أنهي مذاكرتي واذهب إلى اجتماع الحملة  ..
أنهي عملي وأحضر نشاط للحملة ..
من يريد لقائي من الأصدقاء فليقابلني بعد انتهاء فعاليات الحملة  ..
بمعنى أدق .. قررت أن أكن على قدر مسؤولية كوني أصبحت عضواً في حملة (حمدين صباحي) ..
عضواً بشكل رسمي هذه المرة ..
(يُتبع)

محمد العليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق