المكان : الإسكندرية
..
وتحديداً مكتب الشهر
العقاري ب(سموحة) ..
إنه موسم توكيلات
مرشحي الرئاسة ..
على كل مرشح أن يحصل
على 30 ألف توكيل لقبوله ، وهو أمر جديد إلى حد ما على الشعب المصري .
تقابلت مع مندوب حملة
(حمدين صباحي) لعمل التوكيل ..
أسمه (أسامة عابدين)
..
كان يبدو عليه أنه
يقوم بالمهمة بشكل تطوعي .. كان ذلك ظاهراً في حماسته وسعادته عند مقابلتي ، وكان
واضحاً أيضاً عدم ضيقه من الزحام والانتظار أو من ذهابه وإيابه المتكرر .
قمت بملأ استمارة
التوكيل وانتظرت معه نداء الموظف على أسمي لإنهاء الأمر .. وتجاذبنا أطراف الحديث
..
كنت سعيداً جداً
لأنني سأتناقش مع شخص يشاركني الإيمان ب(حمدين صباحي) كرئيس لمصر ..
بدا له من حديثي –
على ما أعتقد – أنني لست مجرد شخص أراد أن يقوم بعمل توكيل رئاسي فقط ..
وهذا صحيح .. فأنا
حتى لحظة مقابلتي له كنت أعتبر نفسي عضواً في الحملة ولكن عضو لم يتم تفعيله بعد ،
فكنت أتحاشى الانضمام بشكل رسمي – برغم أنني قد حضرت اجتماع للمتطوعين من قبل –
لأنني لا أحب التقيد بأي منظومة .
انتهينا من التوكيل
ووجدته يخبرني أنه سيقوم بإضافتي إلى جروب على ال(فيس بوك) خاص بأعضاء الحملة وأنه
يريد مني أن أشاركهم في أنشطتهم ..
لم يكن وقتي يسمح
بالتواجد معهم في الحملة ، أم لعله التكاسل ؟؟.. لا أدري .. ولكنني كنت قد أنشأت
صفحة تختص بالدعم على شبكة الأنترنت ل(حمدين صباحي) وشعرت أن هذا يكفي .
من وقت لآخر كانوا
ينوّهون عبر جروب الحملة عن فعاليات ومسيرات واجتماعات ولكني لم أحضر .. حتى علمت
أن (حمدين) قادم إلى الإسكندرية وتحديداً لحضور ندوة في نادي (أعضاء هيئة أعضاء
التدريس) ، فقررت أن آخذ خطوة وأن أحضر الندوة ..
أحضرت كاميرا الفيديو
الخاصة بي لأمارس هوايتي المفضلة في التصوير وتوجهت إلى مقر الندوة .
كنت أظن أن الأعداد
ستكون محدودة ولكني فوجئت بضخامة عدد الحضور ..
وجاء (حمدين) .. وصعد إلى المنصة وسط هتافات وترحيب من الحضور ..
وجاء (حمدين) .. وصعد إلى المنصة وسط هتافات وترحيب من الحضور ..
تقدمت إلى أقرب مكان
من المنصة لتصوير الندوة .. ووجدتني في كثير من الأوقات أوقف التصوير وانتبه إلى
ما يقوله ..
وللعلم أنني كنت
أتابع كافة لقاءاته التليفزيونية ووجدته من الشخصيات التي تُجبرك على الاستماع
إليه ولكن الأمر كان مختلف هذه المرة ؛ فاستماعي له بشكل مباشر جعلني لا أشعر
بإختلاف لقائه هذا عن اللقاءات التي شاهدتها له من قبل .
نفس الحضور القوي ..
نفس قوة الخطاب وبساطته ..
ولكن وقوفك أمامه
وتلقيك حديثه بشكل مباشر يولّد لديك شعور مختلف .
انتهت الندوة ورأيت
الحضور يتهافتون على التقاط صورة معه ..
كان يرحب بذلك ولم
تفارق وجهه الابتسامة ولم يبدو عليه الضيق .. حتى عندما تدافع حوله الحضور بشكل
أكبر ..
تمنيت أن أكون واحداً
ممن التقطوا صورة معه ولكنني اكتفيت بالتصوير .
يسير نحو باب القاعة
مغادراً وحوله نفس الأعداد الكبيرة ..
أشفقت عليه من هذا
التدافع .. توقعت أن يتدخل أحد لإبعادهم عنه ..
ولم يحدث ذلك ..
ولم يصدر عنه أي قول
أو فعل يدل على غضبه ، وهو شيء لم أعهده في أي شخصية عامة ؛ فهناك أشخاص مهما
أبدوا ترحيبهم بمن يتدافعون حولهم فإنه تأتي لحظة ويبدو عليهم الضيق والتأفف
والرغبة في فض التجمهر ..
فكيف تحمل هذا الرجل
ما يحدث ؟!!
وضعت نفسي في مكانه
فوجدت أن رد فعلي لكان مختلفاً ..
ما الذي يجعله يتحمّل
ذلك ويتقبله بكل ترحيب وسعادة ؟؟؟
انتابني شعور غريب
وأنا أغادر مقر الندوة مابين السعادة من اللقاء والرغبة في الاستزادة من هذا
المناخ ال(حمديني) ..
فقررت أن أتواجد في
الفعالية القادمة لحملته ولكن بشكل غير رسمي أيضاً ..
وتم تحديد مكان
الفعالية التالية ..
محطة مصر ..
(يُتبع)
محمد العليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق