الاثنين، 25 يونيو 2012

(7) (جليم) وما حدث في (جليم) ..


يوم فعالية (جليم) ...
مممممممممممممممممممم
هو يوم سأظل أذكره دوماً ..
ولا يرجع سبب ذلك إلى كون الفعالية نجحت فهي نجحت بالفعل ولكن لأنه اليوم الذي كرهت فيه كل شيء بداية من نفسي وإنتهاءاً إلى نزولي مجدداً في فعاليات ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرى علامات الإستفهام والتعجب قد إرتسمت على وجهكم ..
إنتظروا قليلاً لتعرفوا عما أتحدث عنه .
كان من المُقرر أن يتقابل أعضاء الحملة في مقر (جليم) تمهيداً للفعالية وكان هذا في الساعة السادسة مساءاً ..
إعتدت دوماً أن أقوم بالمهام التي توكل إلى بمفردي ولكن في هذا اليوم وجدت من يلتصق بي في كل مكان أذهب إليه .. وتلك كانت بداية المأساة .
لن أذكر أسم ذلك الشخص ولن أحدد جنسه إن كان ذكر أم أنثى وسأكتفي بتسميته – أو تسميتها – ب (هو أو هي ) ..
(هو أو هي) عضو جديد بالحملة أراد من يرشده في يومه الأول عن تفاصيل ما سيحدث في ذلك اليوم ..
حسناً .. لا يوجد مشكلة .. إتبعني يا (هو أو هي) وسأحاول أن أقوم بذلك ..
بدأنا في التجهيز للفعالية على الكورنيش وقمنا بتوزيع الأدوار .. وقمت أنا – كالعادة - بالتنقل مابين عدة مهام .. فها أنا أمُسك ب(بنار) تارة وأصور الفعالية تارة وأقوم بتوزيع الأوراق الدعائية تارة أخرى ..

وفي نفس الوقت لا يكف (هو أو هي) عن الثرثرة حول كل شيء .. وكم وددت مرات عدة أن ألقيه – أو ألقيها – في البحر للتخلص من ثرثرتا .. وكلما ما أرسلته للوقوف مع مجموعة أخرى  فإنني أراهم وقد لفظوه بعيداً عنهم وعاد إليّ مجدداً ..
قلت في نفسي :
" أمري الله هعمل أيه .. عضو جديد في الحملة ولازم أتحمله " .
قررنا نحن شباب الحملة أن ننتشر على طول الكورنيش ونقوم بتوزيع الدعاية بشكل أوسع ..
فإتجهت بالأوراق إلى منطقة (سابا باشا) ولازمني (هو أو هي) مقتسماً معي ما أحمله من أوراق وبدأنا في توزيعها وإتفقت معه أن يكون هو على يساري ليتلقى القادمين يساراً بينما أنا أتلقى القادمين تجاهي ..
" تمام يا (هو أو هي ) ؟؟ "
أجابني :
" تمام يا (محمد) "
قلت لنفسي :
"أخيراً هخلص منه الشوية دول .. يا مسهل "
لأجده – بكل ذكاء الدنيا – قد قرر أن يوزع الأوراق في الناحية الخاصة بي وحينما أذهب لشخص في إتجاهي أجده قد سبقني إليه ..
" ياعم فيه إيه إحنا مش بنوزع ورق لكارفور ما تلتزم بمكانك أبوس أيدك "
قلتها وقد بدأت ألعن (الترام) التي أتت بي إلى (جليم) .. يا ليتها كانت قد تأخرت حتى لا أقابله .
ولأنه (وشه حلو) علينا فلقد وجدت عند نهاية الخط الذي رسمته لنفسي حملة (محمد مرسي) وقد افترشت المكان للترويج لمرشحها .. فوودت أن أطلب منهم أن يقنعوه بالإنضمام إليهم لأسترح منه ..
وللعلم أنني ما إن رأيتهم حتى توقفت عن توزيع الأوراق إحتراماً لقواعد الحملة والمنافسة الشريفة التي نبتغيها .. وقررت أن أعود مجدداً إلى نقطة الإنطلاق ولكن من الجانب الأخر من طريق البحر لزيادة فرصة التوزيع .
وعدت وكان الليل قد بدأ في نسج خيطه السوداء فوقنا وبدأنا في تشغيل البروجيكتور وبدأت الناس في التجمهر ..
مرت ساعات من الوقوف والسير ولم يبتعد عنى ذلك الشخص للأسف .. وحتى حينما بدأ في رؤيتي غاضباً من بعض مخالفات الأعضاء وعدم إستغلالنا لأعدادنا بالشكل الصحيح ..
وصارحت (أمير) و(كريم المصري) بذلك وأبدا موافقتهم على وجهة نظري وحاولا أن يفعلا ما يستطيعا .. لأجد ذلك الشخص يقول لي بعدما عرف ما يُغضبني :
" عندك حق .. أيه قلة التنظيم دي؟؟ .. أنا لو مكانك أسيب الحملة "
نظرت له راغباً في شنقه ..
" ايه البلاوي اللي بتتحدف عليا دي .. هو أنا ناقص ؟ "
خطرت في عقلي فكرة للتخلص منه .. أن أقف ب(بنار) مع أحد الأشخاص وبالتالي فهو لن يجد ما يبقيه بجواري ..
ولكن الخطة لم تنجح .. ووجدته يقف بجواري لمدة نصف ساعة تقريباً وعندما تعبتُ من الوقوف أخبرت (أمير) أنه إن وجد من يريد تبادل الأماكن فليحضره ..
ومرت ربع الساعة ولم يأت أحد ليأخذ مكاني .. لأجد (هو أو هي) يذهب إلى أحد الواقفين بجوارنا ويقول :
" ياجماعة الواد بقاله ساعة إلا ربع واقف حرام عليكم "
فناديته وقلت له :
" تعالى هنا يا عم .. حد قالك إنك جايب أبن أختك يقف بالبنار ؟؟ .. هو أنا قولتلك روح نادي حد ؟؟؟؟؟؟ "
ظننته سيخجل من نفسه ويعتذر فإذا به يبتسم ببلاهة وكأنه لم يفعل شيء ..
أخيراً أتى من يقف مكاني ..
فأخذت مجموعة من الأوراق لتوزيعها بإتجاه (سان ستيفانو) .. وكما توقعتم طبعا فقد لازمني في ذلك ..
وجدت فتاتان من الحملة بمفردهما وقد إبتعدا قليلا ً .. فقلت إذاً المهمة أصبحت مهمتان .. على أن أراقبهما إذا ما تعرض لهما أحداً ما .. بغض النظر طبعاً عن أنني لست ب(سيلفستر ستالون) وأنني نحيل كالعصا ولكنني سأحاول .. فهم أخوة لي في نهاية الأمر ..
وبالطبع مارس (هو أو هي ) تكرار إخباري بمدى سوء تنظيم الحملة ووقوفي بمفردي لحوالي الساعة وكأنه شيطان يوسوس لي .. أو لعله كذلك بالفعل .
في حوالي الثامنة والنصف .. تخلصت منه مع إخباره لي قبيل مغادرته أانه أيضاً لن يأت مرة أخرى ونصحه لي بالمغادرة أيضاً ..
للأمانة .. هذا المخلوق (قَفلني) منذ بداية اليوم .. وجعلني أزهد في ممارسة أي شيء أخر ..
تباً لك كما يقولون في ترجمة الأفلام .. تباً لك .
لاحظ المتواجدين مدى حنقي وقنوتي عندما رأوني جالساً أدخن بشراهة ..
فأتوا إلي محاولين إخراجي من حالتي تلك ..
(أمير ) يتحدث معي ويأخد مني (الآي دي) لأنه أضاع ال(آي دي ) الخاص به ..
" هو ده وقته يا أمير ؟؟ ... خده يا عم "
(محمد السيد) يُخبرني أن اليوم هو الموافق لعيد ميلاده فأهنئه بكل سعادة ..
(بسمة ضيف) تُعطيني بعضاً من (الترمس) حتى أتغذى على حسب قولها .. فأقول لها ساخراً أن التمويل  الخارجي إذاً لهو حقيقة كما هو واضح ..
(إسلام رجب) يطلب مني أن نقوم سوياً بعمل إستفتاء في الشارع عن أقوى المرشحين شعبية .. فأوافقه طبعاً وأحدد معه يوم ما سأكون قد أنهيت فيه ثاني امتحان لي ..
وبرغم أنني لم أقابله في اليوم الذي حددناه لأنني ببساطة لم أذهب إلى الامتحان يومها ولكنها كانت فكرة رائعة كنت أتمنى تنفيذها .
بكل صراحة .. لكل علمت ما يميز هذه الحملة ويجعلني أتحمل ما فيها من سلبيات ..

إنهم هؤلاء الشباب وتلك الروح الجميلة ما بيننا إلى جانب معرفتهم بالسلبيات ورغبتهم في تصحيحها ..
مليون مرة قال بعضهم سأغادر الحملة ولم يرحل ..
يغضبون لأجل الحملة ولم يرحلوا ..
إنه الإيمان يا سادة ..
إنه الإيمان .
كانت تلك أخر فعالية لي بالفعل ..
لا لشيء سوى الإنشغال بالامتحانات التي كانت ستنتهي يوم 22 مايو ..
لأكون في اليوم التالي لإنتهائها مندوباً عن (حمدين صباحي) في لجنتي الإنتخابية ..
لتبدأ حكاية أخرى أقصها عليكم قريباً ..
قريباً جداً ..

(يُتبَع)

محمد العليمي 



الأربعاء، 20 يونيو 2012

(6) من (السيوف) إلى (السيوف)


حقوق المواطنة :
(أ) الحقوق المدنية :
1- حق المواطن في الحياة .
2 - الحق في أن يُعترَف للفرد بشخصيته القانونية .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من المؤكد أنك تقول الآن ما هذا الذي يكتبه ذلك المجنون ؟؟ وما علاقته بحملة (حمدين صباحي) ؟
في الحقيقة أنني كنت أقوم بمذاكرة ذلك الجزء من تلك المادة اللعينة المُسماة ب(حقوق الإنسان) - والتي بالمناسبة ليست بالسهولة التي يظنها البعض - حينما قررت أن أذهب إلى فعالية منطقة (السيوف) .
كنت قد تغيبت عن فعالية شارع (45) بمنطقة (العصافرة) ، وأعترف أنني شعرت بالندم عندما رأيت الصور الخاصة بها لكن قيد المذاكرة لم ينحل يومها ومنعني من الحضور .
هاتفت (أمير) وسألته عن موعد الفعالية ومكانها بالتحديد وقال لي أنها بشارع يُدعى (الشركة العربية) ..
وإستناداً إلى معرفتي الشديدة بمنطقة (السيوف) والتي تصل إلى أنني لا أعلم أين تقع (السيوف) أصلاً  فقد علمت أنني سأضل طريقي لا محالة .
وبعد عدة اتصالات ب(أمير) علمت أنه عليّ الوصول أولاً إلى ميدان الساعة ثم عليّ أن أستقل مواصلة أخرى إلى هناك ..
توكلت على الله وأحضرت معي – كالعادة – الكاميرا و(آي دي) الحملة وأتجهت إلى منطقة (السيوف) ..
ولأنني سعيد الحظ دائماً فعند وصولي إلى ميدان (الساعة) وجدت الشارع الذي يؤدي إلى مكان الفعالية لا تتحرك فيه السيارات .. أينعم .. (السكة واقفة) منذ حوالي ربع الساعة ..
ظللت أسأل عن حلول أخرى للوصول إلى شارع (الشركة العربية) فأخبروني أنه عليّ التوجه إلى شارع (أبو سليمان) ..
عظيم .. علىّ أن أتجه إلى شارع (أبو سليمان) ..
ولكن أين شارع (أبو سليمان) هذا الذي يتحدثون عنه ؟؟؟؟؟؟
علمت أنني سأجد ابن حلال ما يُرشدني إلى ذلك الشارع .. ووجدته – ابن الحلال لا الشارع – وشرح لي الطريق الذي يجب أن أسلكه ..
أخيراً وجدت ال(مكيروباص) المُنتظر .. (مكيروباص) الأحلام الذي سيأخذني داخله ويطير بي إلى مكان الفعالية ..
ولكنه لم يطير بي كما تخيلت بل ظل متوقفاً في ذلك الشارع حوالي ربع الساعة ...
" أوووووووووووف "
كدت أنفجر غضباً من ذلك الزحام الذي سيتسبب في تأخري عن الفعالية ، ولكني عندما وصلت إلى المكان المُحدد وجدت أنهم لم يبدءوا أصلاً .. بل أنهم يقفون أمام شاشة عرض ويبدو عليهم أنهم بصدد فعل شيئا ما ..
سألت (عز) عن الأمر فأجابني أنهم ينوون نقل الفعالية إلى مكان آخر لأن هذا المكان عديم الفائدة ولا يوجد إقبال ..
بالفعل قد لاحظت ذلك .. الشارع المتواجدون به ضيق ولا يسمح بوقوف عشرة أفراد ولكني إنتظرت حتى نرى نهاية الأمر ..
جاء القرار من (محمد عبده) بأن ننتقل إلى مكان آخر – لم أعلم ما هو - وحمل كلاً منا ما يستطيع حمله من متعلقات الفعالية وأتبعناه .
قطعنا مسافة طويلة في السير فتوقفنا لنلتقط أنفاسنا ولنستعلم عن وجهتنا النهائية .. فعلمنا أننا سنتوجه إلى شارع (جميلة بو حريد) وهو شارع رئيس بمنطقة (السيوف) ..
لكن لحظة ..
المسافة من هنا إلى ذلك الشارع كبيرة !!! .. ما العمل ؟؟؟؟؟
أجابني (عز) وهو يبتسم :
" هنعملها مسيرة .. "
وفجأة إنقلب الأمر في ثوانٍ إلى مسيرة ولا أعلم كيف تم ذلك ..


فإذا بأصوات أبواق تنبيه – (كلاكس) يعني – تخرج من سيارتان .. وإذا بالشباب قد اصطفوا في تشكيل رائع .. وإذا بالبنارات تُرفع عالياً والهتافات ل(حمدين) تتعالى أثناء سيرنا .. وإذا بعدد من الأعضاء – وأنا من بينهم – يقومون بتوزيع المطبوعات الدعائية على جانبي المسيرة .. وإذا ب(أحمد أمين) قد حمله أحد الأشخاص وبدأ في الهتاف .




" أوباااااااااااااااااا "
يبدو أننا قد دخلنا وسط أحد معاقل الإخوان ..
نرى على جانبي الطريق ملصقات ل(محمد مرسي) وأعداداً كبيرة تقف بجوار أحد أجهزة (البروجيكتور) وجميعهم من مؤيديه ..
هل توقفنا عن الهتاف أو عن توزيع الدعاية ؟؟؟
لم نتوقف واستمرت هتافاتنا وإستكملت أنا وغيري القيام بمهامنا كأن شيئاً لم يحدث ..
ولما لا ؟ فنحن لم نهتف ضدهم ولم نُسيء إليهم والشارع ملك لأي شخص وليس حكراً لهم .
وأخيراً وصلنا إلى وجهتنا النهائية ..
لم يكن المكان مناسباً لدرجة خرافية بل نستطيع القول أنه مناسب إلى حد ما وعلى الأقل هو يطُل على شارع حيوي وملئ بالمارة والسيارات .. وهذا إذا ما تجاوزنا رذاذ الماء القادم من محطة البنزين المجاورة لنا وتجاوزنا عامل المقهى الذي يصر على أن نطلب أية (مشاريب) وتجاوزنا ذلك الشخص الذي لا أعرفه وليس بعضو في الحملة والذي يطلب مني أن أجعله يرتدي ال(آي دي) قليلاً ..
شأنا أم أبينا يجب أن نتأقلم مع الوضع .
سعدت لأنني تقابلت مع الوجوه الأولى التي عرفتها بالحملة وهم (محمد مجدي) و(محمد عيد) وتشاركت معهم في الأحاديث بل وشاركني (محمد مجدي) في الإجابة عن إستفسارات أحد الراغبين في تأييد (حمدين صباحي) والحمد لله نجحنا في إفادته وإقناعه بتأييده .
عدت إلى هواياتي المفضلة .. توزيع الأوراق على المارة والسيارات ..
وإذا بي أجد من دفعتني إلى داخل أحد الأتوبيسات لأوزع بداخله الأوراق ..
" يانهار إحراج "
قُضي الأمر .. أنا أمام أمر واقع وعليّ أن أتناسي أنني أشبه ببائع النعناع وأن أقوم بإعطاء الجالسين الأوراق وفي نفس الوقت يجب أن اُسرع حتى لا أجدني قد ابتعدت كثيراً ..
وعندما هبطت من الأتوبيس وجدت أن فكرة وجودي داخل الأتوبيس لم تكن سيئة على الإطلاق كما بدت لي في البداية ، وتغيرت رغبتي في خنق من دفعتني إليه إلى رغبتي في شكرها ..
فيما بعد علمت أن تلك الفتاة أسمها (بسمة كامل) وهي من المحاربين القدامى في الحملة وسيكون لي معها مواقف أخرى في يومي الإنتخابات سأذكرها بالتفصيل حينها .
في حوالي الحادية عشر مساءاً كنا قد إنتهينا من الفعالية وإنتهينا أيضاً جسدياً من التعب ..
ولكن ..
حققنا مكاسب كثيرا في يومنا هذا سواء بالمسيرة أو بعرض (البروجيكتور) ..
أشخاص اقتنعوا ب(حمدين) .. أشخاص رغبوا في التطوع في الحملة .. محال كثيرة ومقاهي أبدا أصحابها رغبتهم في لصق بوسترات ل(حمدين) على واجهاتها ..
ولا ننسى أن ما أفادنا أكثر هو لقاء (حمدين) بجزأيه الأول والثاني على قناة ال (سي بي سي) والذي مهمتنا أسهل بشكلٍ كبير ..
فلقد رأي الناس في طبيعته وبساطته وحزمه في الدفاع عن مبادئه وقراراته عناصر تؤهله لأن يكون رئيساً .. مما جعل تقبُل الناس لنا وله يزداد أكثر فأكثر .
كانت تلك الفعالية قبل الأخيرة لي .. وبعدها كنت على موعد مع فعالية (جليم) والتي بعدها سأكون مندوباً في أحد اللجان الانتخابية ..
ولكن تلك حكاية أخرى ..

(يُتَبع)


محمد العليمي 

الأحد، 17 يونيو 2012

(5) عن وقفة (رشدي) أتحدث ..

كان من الواضح أن وجودي المستمر في فعاليات الحملة (هيوديني في داهية) كما كان أصدقائي يقولون بإستمرار ..
وأيضاً كان من الواضح أن الحملة (مش هي اللي هتنجحّني .. المذاكرة هي اللي هتنجحّني) كما كان زملائي في المعهد يقولون ..
ولكن والدي كان فخوراً بنزولي المستمر وإن أبدى بعض التحفظ على إهمالي للمذاكرة إلى حد ما ..
فوالدي – لمن لا يعلم – من أكثر المؤيدين ل(حمدين) وأول من أقنعتهم به ، ومارس دوراً هاماً في إقناع الناس ب(حمدين) بمنطقة (بولكلى) وكل هذا قد شفع لي عنده من أن يُلقيني أمام القطار بسبب إهمالي للمذاكرة ..
أعترِف أنني أعطيت للحملة ثلاثة أرباع إهتمامي ووقتي ولكن يا سادة أعذروني .. فتلك أول مرة أرى فيها مستقبل أتمناه يبدأ برئيس أدعمه .
دعونا من هذه المقدمة ولنبدأ في سرد ما حدث في ذلك اليوم من الأيام التي لن أنساها ..
كالعادة توجهت إلى مكان الوقفة – أو سلسلة الدعم كما تم تسميتها – في الموعد الذي تم تحديده ..
وكالعادة لم أجد أحد بالمكان !!!!
كانت الوقفة أمام المقر ب(رشدي) لذا فقد صعدت إلى المقر والدخان يتصاعد من رأسي كما في أفلام الرسوم المتحركة ..
فأنا بطبعي أمقت عدم الدقة في المواعيد وأمقت الإنتظار ..
ولكن ما رأيته في المقر جعلني أعذر تأخرهم ..
وجدت أعداداً كبيرة من شباب لم أرهم من قبل وكما علمت بعدها فهم متطوعون جدد وهذا هو أول إجتماع لهم ..
دماء جديدة تدفقت في الحملة ..
وبغض النظر عن تقليدية العبارة السابقة وإنتمائها لعبارات التليفزيون المصري إلا أنها الوحيدة التي تُعبْر عن حقيقة الأمر ..
انتهى الإجتماع وبدأنا في التحرك وحمل كل عضو بانر وإتجهنا إلى الشارع .
لا أُنكر أن فكرة وقفتنا في شارع (أبو قير) هي فكرة ممتازة ، فهذا الشارع الرئيسي يمتاز- في حالتنا تعتبر ميزة لا عيب – ببطء الحركة المرورية نوعاً ما مما يُمكّن كافة السيارات من رؤيتنا .. وهو ما حدث ..
ولكن واجهتنا مشكلة في البداية وهي عدم وجود أوراق دعائية لدينا ..
وكان اليوم هو الموافق لإذاعة أول جزء من حوار (حمدين صباحي) على قناة ال(سي بي سي) ، فأقترحت على من حولي من الزملاء أن نُخبر من يسألنا عن أي مطبوعات خاصة بالبرنامج الانتخابي بأن يتابع حواره اليوم ..
أعلم أن هذا لم يكن بمثابة حل جذري لعدم توافر الأوراق الدعائية ولكنني رأيت أنه من الأفضل أن ينصرف السائل وهو يحمل معلومة عن موعد حوار تليفزيوني ل(حمدين) لم يكن يعلمه عن أن يرحل ولا يحصل سوى على جملة : "أسف معيش ورق " .
بعد وقوفي لنصف الساعة شعرت برغبة شديدة في تصوير وقفتنا لأنني شعرت أنها فعلا تُجني ثمارها .. فطلبت من (أسامة عابدين) أنه إن وَجد من يأخذ مكاني في الوقوف فليخبرني حتى أقوم بالتصوير ..
فوجدته يخبرني أن أترك البانر له وأذهب أنا للتصوير ..
وبعد الكثير من " ما يصحش يا أستاذ أسامة " – وكان ومازال يتضايق من كلمة أستاذ تلك – والعديد من " يلا يا عم روح صوّر وأنا مستنيك " .
 أمسكت الكاميرا وبدأت في تصوير الوقفة ..


" شكلنا يفرّح "..
كان هذا لسان حالي عندما بدأت في تصوير زملائي في الحملة وهم يُمسكون بلافتات (حمدين) مبتسمين ..
ولن أنسى أوتوبيس النقل العام الذي توقف أمام (بسمة ضيف) – التي كنت قد بدأت أشعر في تلك اللحظة أن أسمها ليس ب(نسمة) – و(أمير الطباخ) وسائقه الذي قال لنا :
" الراجل ده إن شاء الله هيكسب .. الراجل ده محترم وإحنا هنرشحه "

 

ولن أنسى الشباب الذين تطوعوا منذ ساعات قليلة وهم يقفون معنا بالبانرات ولا يُبالون بأية مشقة ..
ألتقطت لهم جميعاً صوراً حتى أوثق ذلك اليوم الهادئ بالنسبة لباقي فعاليتنا - المُثمر برغم هدوءه - وعُدُت إلى (أسامة) لآخذ مكانه شاكراً إياه ..
وها أنا أقف بمفردي مرة أخرى .. وإذا بي أجد رجل في الأربعينيات من عمره يتجه نحوي ويقول لي :
" مين المسئول عن الحملة هنا عشان أهزأوه .. "
قلت في نفسي هانحن قد بدأنا ..
هممت بالرد عليه لأجده يقول لي وقد أزداد غضباً :
" أزاي مايبقاش فيه دعاية لحمدين في أسكندرية كلها ؟؟؟؟ .. الراجل ده لازم ينجح .. الراجل ده أنا بحبه ولازم ينجح .. حرام عليكم .. "
حاولت تهدئته وأخبرته أننا نقوم بأقصى ما مستطيع في ظل الإمكانيات المتاحة لنا ..
أينعم الدعاية قليلة ونعترف بذلك ولكننا نتواجد بشكل شبه يومي في مناطق الإسكندرية لتعويض ذلك .. وجُل ما نتمناه أن يساعدنا كل مؤيد ل(حمدين) في تغطية منطقته ..
في تلك اللحظة أتى (أسامة عابدين) ليشاركني الحديث والتوضيح ، وفي النهاية غادر الرجل مُتمنياً لنا التوفيق بعدما أبدى رغبته في تقديم أي خدمات قد تساعدنا .
وفي هذه الأثناء كان هناك حدث آخر قد مثّل نقطة تحوُّل كبيرة ..
كانت الناس ملتفة حول التليفزيون تتابع لقاء ال(سي بي سي) ..
ذلك اللقاء الذي قد جعل أسهم (حمدين صباحي) ترتفع بشكل كبير ..
لنجد أنفسنا – كأفراد الحملة – أمام مهمة جديدة ..
أن نحافظ على شعبية (حمدين) المرتفعة وأن نحاول أن نجعلها تزداد ..
وكنت على موعد مع أول فعالية لي بعد صعود نجم (حمدين صباحي) ..
فعالية (السيوف) ..

(يُتبع) 




محمد العليمي