يوم فعالية (جليم) ...
مممممممممممممممممممم
هو يوم سأظل أذكره دوماً ..
ولا يرجع سبب ذلك إلى كون الفعالية نجحت فهي
نجحت بالفعل ولكن لأنه اليوم الذي كرهت فيه كل شيء بداية من نفسي وإنتهاءاً إلى
نزولي مجدداً في فعاليات ..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أرى علامات الإستفهام والتعجب قد إرتسمت على
وجهكم ..
إنتظروا قليلاً لتعرفوا عما أتحدث عنه .
كان من المُقرر أن يتقابل أعضاء الحملة في
مقر (جليم) تمهيداً للفعالية وكان هذا في الساعة السادسة مساءاً ..
إعتدت دوماً أن أقوم بالمهام التي توكل إلى
بمفردي ولكن في هذا اليوم وجدت من يلتصق بي في كل مكان أذهب إليه .. وتلك كانت
بداية المأساة .
لن أذكر أسم ذلك الشخص ولن أحدد جنسه إن كان
ذكر أم أنثى وسأكتفي بتسميته – أو تسميتها – ب (هو أو هي ) ..
(هو أو هي) عضو جديد بالحملة أراد من يرشده
في يومه الأول عن تفاصيل ما سيحدث في ذلك اليوم ..
حسناً .. لا يوجد مشكلة .. إتبعني يا (هو أو
هي) وسأحاول أن أقوم بذلك ..
بدأنا في التجهيز للفعالية على الكورنيش
وقمنا بتوزيع الأدوار .. وقمت أنا – كالعادة - بالتنقل مابين عدة مهام .. فها أنا
أمُسك ب(بنار) تارة وأصور الفعالية تارة وأقوم بتوزيع الأوراق الدعائية تارة أخرى
..
وفي نفس الوقت لا يكف (هو أو هي) عن الثرثرة
حول كل شيء .. وكم وددت مرات عدة أن ألقيه – أو ألقيها – في البحر للتخلص من ثرثرتا
.. وكلما ما أرسلته للوقوف مع مجموعة أخرى فإنني أراهم وقد لفظوه بعيداً عنهم وعاد إليّ
مجدداً ..
قلت في نفسي :
" أمري الله هعمل أيه .. عضو جديد في الحملة ولازم أتحمله " .
" أمري الله هعمل أيه .. عضو جديد في الحملة ولازم أتحمله " .
قررنا نحن شباب الحملة أن ننتشر على طول
الكورنيش ونقوم بتوزيع الدعاية بشكل أوسع ..
فإتجهت بالأوراق إلى منطقة (سابا باشا) ولازمني
(هو أو هي) مقتسماً معي ما أحمله من أوراق وبدأنا في توزيعها وإتفقت معه أن يكون
هو على يساري ليتلقى القادمين يساراً بينما أنا أتلقى القادمين تجاهي ..
" تمام يا (هو أو هي ) ؟؟ "
" تمام يا (هو أو هي ) ؟؟ "
أجابني :
" تمام يا (محمد) "
قلت لنفسي :
"أخيراً هخلص منه الشوية دول .. يا مسهل
"
لأجده – بكل ذكاء الدنيا – قد قرر أن يوزع
الأوراق في الناحية الخاصة بي وحينما أذهب لشخص في إتجاهي أجده قد سبقني إليه ..
" ياعم فيه إيه إحنا مش بنوزع ورق
لكارفور ما تلتزم بمكانك أبوس أيدك "
قلتها وقد بدأت ألعن (الترام) التي أتت بي إلى (جليم) .. يا ليتها كانت قد تأخرت حتى لا أقابله .
قلتها وقد بدأت ألعن (الترام) التي أتت بي إلى (جليم) .. يا ليتها كانت قد تأخرت حتى لا أقابله .
ولأنه (وشه حلو) علينا فلقد وجدت عند نهاية
الخط الذي رسمته لنفسي حملة (محمد مرسي) وقد افترشت المكان للترويج لمرشحها ..
فوودت أن أطلب منهم أن يقنعوه بالإنضمام إليهم لأسترح منه ..
وللعلم أنني ما إن رأيتهم حتى توقفت عن توزيع
الأوراق إحتراماً لقواعد الحملة والمنافسة الشريفة التي نبتغيها .. وقررت أن أعود
مجدداً إلى نقطة الإنطلاق ولكن من الجانب الأخر من طريق البحر لزيادة فرصة التوزيع
.
وعدت وكان الليل قد بدأ في نسج خيطه السوداء
فوقنا وبدأنا في تشغيل البروجيكتور وبدأت الناس في التجمهر ..
مرت ساعات من الوقوف والسير ولم يبتعد عنى
ذلك الشخص للأسف .. وحتى حينما بدأ في رؤيتي غاضباً من بعض مخالفات الأعضاء وعدم
إستغلالنا لأعدادنا بالشكل الصحيح ..
وصارحت (أمير) و(كريم المصري) بذلك وأبدا
موافقتهم على وجهة نظري وحاولا أن يفعلا ما يستطيعا .. لأجد ذلك الشخص يقول لي بعدما
عرف ما يُغضبني :
" عندك حق .. أيه قلة التنظيم دي؟؟ .. أنا لو مكانك أسيب الحملة "
" عندك حق .. أيه قلة التنظيم دي؟؟ .. أنا لو مكانك أسيب الحملة "
نظرت له راغباً في شنقه ..
" ايه البلاوي اللي بتتحدف عليا دي ..
هو أنا ناقص ؟ "
خطرت في عقلي فكرة للتخلص منه .. أن أقف ب(بنار)
مع أحد الأشخاص وبالتالي فهو لن يجد ما يبقيه بجواري ..
ولكن الخطة لم تنجح .. ووجدته يقف بجواري
لمدة نصف ساعة تقريباً وعندما تعبتُ من الوقوف أخبرت (أمير) أنه إن وجد من يريد
تبادل الأماكن فليحضره ..
ومرت ربع الساعة ولم يأت أحد ليأخذ مكاني ..
لأجد (هو أو هي) يذهب إلى أحد الواقفين بجوارنا ويقول :
" ياجماعة الواد بقاله ساعة إلا ربع واقف حرام عليكم "
فناديته وقلت له :
" تعالى هنا يا عم .. حد قالك إنك جايب أبن أختك يقف بالبنار ؟؟ .. هو أنا قولتلك روح نادي حد ؟؟؟؟؟؟ "
" ياجماعة الواد بقاله ساعة إلا ربع واقف حرام عليكم "
فناديته وقلت له :
" تعالى هنا يا عم .. حد قالك إنك جايب أبن أختك يقف بالبنار ؟؟ .. هو أنا قولتلك روح نادي حد ؟؟؟؟؟؟ "
ظننته سيخجل من نفسه ويعتذر فإذا به يبتسم ببلاهة
وكأنه لم يفعل شيء ..
أخيراً أتى من يقف مكاني ..
فأخذت مجموعة من الأوراق لتوزيعها بإتجاه
(سان ستيفانو) .. وكما توقعتم طبعا فقد لازمني في ذلك ..
وجدت فتاتان من الحملة بمفردهما وقد إبتعدا
قليلا ً .. فقلت إذاً المهمة أصبحت مهمتان .. على أن أراقبهما إذا ما تعرض لهما
أحداً ما .. بغض النظر طبعاً عن أنني لست ب(سيلفستر ستالون) وأنني نحيل كالعصا
ولكنني سأحاول .. فهم أخوة لي في نهاية الأمر ..
وبالطبع مارس (هو أو هي ) تكرار إخباري بمدى
سوء تنظيم الحملة ووقوفي بمفردي لحوالي الساعة وكأنه شيطان يوسوس لي .. أو لعله
كذلك بالفعل .
في حوالي الثامنة والنصف .. تخلصت منه مع
إخباره لي قبيل مغادرته أانه أيضاً لن يأت مرة أخرى ونصحه لي بالمغادرة أيضاً ..
للأمانة .. هذا المخلوق (قَفلني) منذ بداية
اليوم .. وجعلني أزهد في ممارسة أي شيء أخر ..
تباً لك كما يقولون في ترجمة الأفلام .. تباً
لك .
لاحظ المتواجدين مدى حنقي وقنوتي عندما رأوني
جالساً أدخن بشراهة ..
فأتوا إلي محاولين إخراجي من حالتي تلك ..
(أمير ) يتحدث معي ويأخد مني (الآي دي) لأنه
أضاع ال(آي دي ) الخاص به ..
" هو ده وقته يا أمير ؟؟ ... خده يا عم
"
(محمد السيد) يُخبرني أن اليوم هو الموافق
لعيد ميلاده فأهنئه بكل سعادة ..
(بسمة ضيف) تُعطيني بعضاً من (الترمس) حتى
أتغذى على حسب قولها .. فأقول لها ساخراً أن التمويل الخارجي إذاً لهو حقيقة كما هو واضح ..
(إسلام رجب) يطلب مني أن نقوم سوياً بعمل إستفتاء في الشارع عن أقوى المرشحين شعبية .. فأوافقه طبعاً وأحدد معه يوم ما سأكون قد أنهيت فيه ثاني امتحان لي ..
(إسلام رجب) يطلب مني أن نقوم سوياً بعمل إستفتاء في الشارع عن أقوى المرشحين شعبية .. فأوافقه طبعاً وأحدد معه يوم ما سأكون قد أنهيت فيه ثاني امتحان لي ..
وبرغم أنني لم أقابله في اليوم الذي حددناه
لأنني ببساطة لم أذهب إلى الامتحان يومها ولكنها كانت فكرة رائعة كنت أتمنى
تنفيذها .
بكل صراحة .. لكل علمت ما يميز هذه الحملة
ويجعلني أتحمل ما فيها من سلبيات ..
إنهم هؤلاء الشباب وتلك الروح الجميلة ما
بيننا إلى جانب معرفتهم بالسلبيات ورغبتهم في تصحيحها ..
مليون مرة قال بعضهم سأغادر الحملة ولم يرحل
..
يغضبون لأجل الحملة ولم يرحلوا ..
إنه الإيمان يا سادة ..
إنه الإيمان .
كانت تلك أخر فعالية لي بالفعل ..
لا لشيء سوى الإنشغال بالامتحانات التي كانت
ستنتهي يوم 22 مايو ..
لأكون في اليوم التالي لإنتهائها مندوباً عن (حمدين
صباحي) في لجنتي الإنتخابية ..
لتبدأ حكاية أخرى أقصها عليكم قريباً ..
قريباً جداً ..
(يُتبَع)
محمد العليمي