الثلاثاء، 3 يوليو 2012

(2-8) أن تكون مندوباً لحمدين (الجزء الثاني)..



كنت قد ذكرت أمس أول جزء من سردي لذكرياتي عن أول يوم من أيام الإنتخابات .. وها أنا الآن أقص عليكم باقي أحداث ذلك اليوم ..
والذي قد يُطلق عليه البعض أسماءاً عدة ولكنني أحبذ أن أطلق عليه : (اليوم الذي تآمر فيه الجميع عليّ حتى لا أنام ) ..
هلموا معي لتعرفوا باقي أحداث هذا اليوم ..
فليُذكرني أحدكم بأخر شيء ذكرته أمس ..
حسناً .. لقد تذكرت ..
ها أنا وقد أنهيت عملي كمندوب بإنتهاء اليوم الإنتخابي وذهبت إلى مقر رشدي بدلاً أن أذهب لأنال قسطاً من النوم في منزلي ..
فلنستكمل إذن ما حدث .

***************************************************

صعدت إلى المقر وأنا أشعر أن عيناي تزن أطنان ..
رأيت في وجهي (إسلام رجب) والذي وبخني بسبب عدم حضوري في موعدنا الذي اتفقنا عليه في فعالية (جليم) ولم يصدقني حينما أخبرته أن هذا اليوم تحديداً لم أذهب فيه إلى إمتحاني من الأصل ..
معه حق فليس هناك عاقل يتخيل أن هناك من لا يذهب إلى إمتحانه بسبب رغبته في النوم .
وجدت كل من (عز مشالي) و(أمير) و(بسمة ضيف) و(أسامة عابدين) وغيرهم من أفراد الحملة ممن لم أعرفهم ، ووجدتهم يسألونني عن الأحوال ..
" الحمد لله تمام بس ما نمتش "
" ياعم مش بنسأل عنك إنتا .. إيه الأخبار عندك في اللجنة ؟ "
أخبرتهم أن كل شيء على ما يرام وأن اللجنة كانت منضبطة ..
بحثت عن (أسامة) لأطلعه عن بعض الملاحظات في لجنتي ولأعطيه تقرير شفهي عن ما حدث فأخبروني أنه أتجه إلى مقر (جليم) ..
" إزاي يا جماعة ده كان لسه هنا ؟ "
وكنت قد وجدتهم يستعدون إلى الذهاب إلى مقر (جليم) وتحديداً إلى غرفة العمليات المتواجدة  بشقة بالقرب من المقر هناك ، فوجدت أنه لا مفر من ذهاب معهم إلى هناك ..
وما إن وصلت إلى هناك حتى قمت بإبلاغ كلاً من (محمد عبده) و(عبد الرحمن صباحي) بتقرير عن ذلك اليوم وأخبرتهم ببعض الملاحظات .
قالت عيناي وقد فقدت اللباقة في الحديث من شدة غضبها :
 " خلاص بقى يا بطل .. مش خلّصت ؟ .. يلا روّح نام عشان تعبت منك يا عم "
قال مخي :
 " عايز أرتاح ياعم أبوس إيدك "
بينما قادتني قدماي إلى مقر (جليم) الصغير ..
وجدت المقر الصغير ملئ بأفراد الحملة فجلست وسطهم وأخرجت المحمول ودخلت منه إلى الصفحة التي أنشأتها على (الفيس بوك) لأرى ما رصده الناس من تجاوزات لأسجله وأسلمه لغرفة العمليات بالحملة ..
وتصادف وجود كلاً من (بسمة شلبي) و(بسمة كامل) - والتي ذكرّتها بأنني من ألقت به داخل الأتوبيس في فعالية (السيوف) – وغيرهما من فتيان وفتيات الحملة المنهمكين إما في أمور تختص بالحملة أو يلتقطون أنفاسهم ويأخذون قسط من الراحة للعودة مرة أخرى إلى مهامهم .
بدأت في كتابة المخالفات والتي أرسلتها لي عبر خاصية المحادثة – الشات يعني – إحدى أعضاء الحملة والتي كنت قد أشركتها في إدارة الصفحة وإن كنت لم أراها ولم تراني من قبل ولكن أشهد أنها كانت على قدر المسئولية ولا أستطيع أن أنكر دورها في إدارة الصفحة في ذلك اليوم إلى جانب الأستاذة (مريم ناجي) و(محمد خليفة) شركائي في إدارة الصفحة ..
وأثناء انهماكي في الكتابة وجدت شخصان وقد دخلا المقر وكانا يسألان عن أحد مسئولي الحملة ليتحدثا معه في أمر مهم ؛ فقمت بوصف مكان المقر الثاني لهما ثم استكملت كتابة المخالفات .
ما إن أنهيت كتابة المخالفات التي وردتني حتى ركضت إلى مقر غرفة العمليات وإتجهت وأنا ألتقط أنفاسي نحو (محمد عبده) لأعطي له التقرير وقد لمحت في عينيه نظرة تقدير لما أفعله وإمتنان لعدم رغبتي في المغادرة قبل أن أبلغه ما لدي .
عدت مرة أخرى إلى المقر الصغير لأودّع الموجودين قبل أن أغادر ..
ولكن لا أعلم ما الذي جعلني أقوم بفتح الانترنت مرة أخرى .. لأجد زميلتي في الحملة وأحد المسئولين عن الصفحة قد تركت رسالة لي بأنها لم تستطع أن تحصل على توكيل لها كمندوبة وأنهم قد أخبروها في الحملة أنه هناك شيء ما قد حال دون وصول ذلك التوكيل إلى جانب توكيلات لآخرين ..
وهنا فاض الكيل بكلٍ من عيناي ومخي وقالا :
" ياعمممممممم .. أرحم اللي جابونا وروّح بقا كفاية كده الساعة بقت 2 ونص بقااااااااااااااااا "
صرخت فيهما أن أصبرا قليلاً .. وإتجهت للمرة الثالثة إلى مقر غرفة العمليات فوجدت (أسامة عابدين) وبجواره (عادل نصر) ، فسألت (أسامة) عن التوكيل الخاص بزميلتنا مُقرناً سؤالي هذا بجملة : " يا أستاذ أسامة " ..
وجدته يقول لي وهو يضحك :
- " يا بني أستاذ إيه بس ؟ أرحمني .. يا بني أنتا ممكن تكون أكبر مني على فكرة .. مش مصدق ؟ .. طب أنتا مواليد كام ؟ "
- " مواليد 86 "
أنفجر في الضحك وأخبرني أنه يصغرني بالفعل ولكنه لم يكشف لي عن عمره ..
وكان تصريحه هذا من التصريحات الصادمة لي .. فكل شخص قد رأى (أسامة عابدين) يكاد يقسم أنه في الثلاثينات من عمره ..
فلتنضم يا (أسامة) إلى عجائب الكون وأسراره .
الساعة الآن الثالثة صباحاً ..
أنه موعد المغادرة ..
والنوووووووووووووووووم ..
ولكن يبدو أنه لم يُكتب لي النوم في ذلك اليوم الغريب ..
فإذا بي أقابل الشخصين اللذان قد وصفت لهما المقر .. ولا أعلم لماذا ( إنسحبت من لساني) وسألتهما عن ما إذا كانا قد وجدا ضالتهما ..
فوجدت أحدهما يخبرني أنه لم يجد من يجيبه عن إستفسارته ..
أبديت إستعدادي لأن أساعده ..
أخبرني أنه كان في حملة (أحمد شفيق) ولكنه أمس قد قرر أن يتركها لأنه رأى منهم ما يدل على أنهم لا يستحقون - على حد قوله - وهو الآن يريد أن يصوّت ل(حمدين) ولكن لديه عدة استفسارات يريد أن يستعلم عنها قبل أن يقوم بذلك ..
"تحت أمرك .. أتفضل قول لي عن اللي عايز تستفسر عنه "
حاولت الصمود وعدم السقوط تعباً وإرهاقاً وأنا أستمع إلى أسئلته والتي كانت تجميع لكل ما يُثار حول (حمدين) والتي أعتدت أن أجيب عنها دوماً  ..
ولكنني لاحظت شيء بعد إجابتي عن أول سؤال له ..
هو لا يقتنع بسهولة بل يكاد لا يقتنع أصلاً .
إنتهينا من أول أستفسار وبدأنا في الثاني ..
ثم الثالث ..
ثم جاء (محمد فايد) ليشاركني الحديث ..
فعلاً هو شخص صعب الإرضاء .. وقد لاحظت أن (محمد فايد) قد شعر بذلك ولكنه – مثلي – حاول أن يحتمل مشقة إقناعه .
الساعة تقترب من الرابعة .. ويبدو على هذا الرجل أنه يريد (حمدين صباحي) بذاته ليجيبه عن أسئلته .. فما الحل ؟؟؟؟؟
حاولت إنهاء الحديث بطلبي منه أن يشاهد لقاءات محددة ل(حمدين) تجيب عن ما يريد معرفته ..
ظننت أنه بذلك سيرضخ للأمر ويتركنا ..
ولكنه لم يفعل ..
كدت أبكي من الرغبة في النوم ..
أعذرني يا (محمد فايد) سأضطر أن أتركه معك وليعينك الله ..
أخبرتهما أنني يجب أن أغادر ..
وأخييييييييييييراً غادرت ..
لا أتذكر عدد السيارات التي كادت أن تصدمني والتي لم أراها بسبب الإرهاق ولكنني – والحمد لله – وصلت للمنزل .. واستلقيت على الفراش بملابسي كما هي ..
ونمت ساعتان فقط استعدادا لليوم الثاني للإنتخابات ..
ذلك اليوم الذي لم يكن بسهولة اليوم الأول بأي شكل ..
بل كان أصعب وأغرب ..
ولكن تلك حكاية أخرى ..

(يُتَبع)

محمد العليمي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق